جاري التحميل.
لماذا وقعت التفاحة من على الشجرة؟

لماذا وقعت التفاحة من على الشجرة؟

لماذا سقطت التفاحة من على الشجرة؟

قد يكون الجواب بسيط بأن الجاذبية الأرضية أثرت على التفاحة فسقطت التفاحة على الأرض.

لكن من الناحية المعرفية لايمكن اعتبار هذا الجواب كاف للإجابة على سؤال بسيط مثل هذا لأننا لم نتطرق لسبب وجود التفاحة على الشجرة أصلاً و لم نفسر سبب اتجاه التفاحة نحو مركز الكرة الأرضية عند سقوطها.

على فرض اننا قررنا التعمق في الجواب و فسرنا تاريخ تطور النباتات و شرحنا أليات التركيب الضوئي والاستراتجيات المتنوعة للنباتات في انجاح عملية التكاثر. ثم عللنا وجود التفاحة كإحدى هذه الاستراتجيات التي تهدف لنشر بذور التفاح. ثم تعمقنا في موضوع الجاذبية و حللنا ماهية الذرات التي تشكل كوكب الأرض و فسرنا علاقة الكتلة مع النسيج الزمكاني و كيف أن هذه العلاقة ينتج عنها انحناء في المكان يجذب المزيد من الذرات نحو المركز.

قد يكون هذا جواب افضل للسؤال الأصلي “لماذا وقعت التفاحة؟” لكنه ليس الجواب النهائي لاننا لم نفسر سبب وجود كتلة للمادة و لم نفسر ألية العمل التي ينتج عنها انحناء النسيج المكاني.

على فرض أننا فسرنا موضوعي تطور النباتات و علاقة الجاذبية مع المادة يبقى علينا توضيح المزيد من المفاهيم مثل ماهية الذرات التي شكلت النباتات و كيف تطورت و شرح العلاقات الفيزيائية التي تحكمها.

دون الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن أن نقول أننا قدمنا اجابة كاملة عن سبب وقوع التفاحة من على الشجرة.

حسناً إذاً…. لنعود إلى الوراء حتى لحظة الإنفجار العظيم حيث بدأ كل شيئ و لنحاول فهم الخطوات التي أدت إلى ظهور كتلة للمادة و نحلل الطاقات الناتجة عن هذا التوسع إلى مرحلة نشوء ما نسميها القوى الكونية الأربعة….

هذا هو جمال الفضول المعرفي…. مهما كان الإستفسار بسيط ومهما كان السؤال سهل. من الممكن أن نبحر في كل أرجاء الكون و نحن نبحث عن الإجابات. الإنتحار الفكري هو أن نقبل بأجوبة بسيطة لا تغير حالتنا المعرفية و لا تحترم قدرتنا الحسابية على التفكير. عندما أكتاب بعض المقالات التي تطمح لتفسير الظواهر الطبيعية أنا لا أطرح كل ما أتعلمه ضمن مرحلة البحث و ذلك بسبب كثرة المعلومات و عدم ارتباطها بشكل مباشر بموضوع المقال. فمثلاً أنا أكتب مقال عن عملية التركيب الضوئي و لكن ضمن البحث خطر على بالي سؤال. من أين تاتي ذرات الكربون التي تشكل الشجرة؟ إنها تأتي من الكربون المتواجد في الهواء ضمن الغلاف الجوي للكرة الأرضية. حسناً لكن من أين جاء هذا الكربون إلى الغلاف الجوي للكرة الأرضية و لماذا تعتمد الأحياء على الكربون و ليس السليكون؟ حسناً لقد جاء الكربون إلى الغلاف الجوي الأرضي نتيجة انفجار سوبر نوفا سابق… هذا جميل لكن أنا أعلم أن نسبة كتلة المادة في المجموعة الشمسية هي ٩٩,٨٥٪ متواجدة في نجم الشمس و فقط ٠٠,١٥٪ منتشرة بين جميع كواكب المجموعة الشمسية.

هل هذا الكربون متواجد ضمن الأغلفة الجوية لبقية كواكب المجموعة الشمسية بنفس النسب؟ لا هذا يعتمد على نوع نواة الكوكب فإن كانت النواة معدنية فهذا يؤدي إلى امكانية أن يمتلك الكوكب غلاف مغناطيسي يحميه من الرياح الشمسية؟ لكن ماهي الرياح الشمسية؟ إنها طاقة ناتجة عن عملية اندماج نووي تحصل داخل نواة نجم الشمس. لكن كيف تتم عملية الإندماج النووي داخل النجوم؟ تتم بسبب ظاهرة ذرية اسمها النفق الكمي حيث يمكن للجسيمات الذرية أن تنتقل من مكان لآخر بسبب حالتها الإحتمالية على المستوى الذري. جميل لكني لم أجيب على سؤال لماذا كربون و ليس سيليكون… أه نعم لأن عدد الالكترونات المتواجدة حول نواة ذرة الكربون هو ٦ و العدد الأمثل لاستقرار الذرة هو١٠ و هذا يعني أن الكربون يبحث عن علاقة ارتباط بالالكترونات ذرات آخرى للوصول للعدد السحري ١٠… هذا يعطي للكربون قيمة كبيرة في تشكل الجسيمات و المركبات الكميائية العضويئة المهمة للحياة… لكن ذرة السيليكون أيضاً تستطيع أن ترتبط ب٤ ذرات آخرى فلماذا الكربون و ليس السيليكون؟

هذه عينة عن بعض الأسئلة التي أطرحها على نفسي عندما أبداً بعملية الكتابة . نعم قد أجد نفسي بعيد جداً عن نقطة الإنطلاق لكن لا يوجد لحظة واحدة أقبل فيها بجواب سخيف مثل “إن الله خلق هذا”…. هذا ليس جواب على أي شيء…. هذه جملة تعني أن الشخص لا يهتم بمعرفة الجواب و هو يقول في طريقة ما أن صديقه الوهمي هو السبب و المسبب و هنا ينتهي البحث.

أخبار ذات صلة